قرقر أو لا تقرقر


قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين
قرقر أو لا تقرقر؛ إنه ليس لك عندنا غيرُ الزيت حتى يحيا الناس
عمر بن الخطاب رضى الله عنه مخاطبا بطنه وهو يخطب على المنبر في عام الرمادة العام الذي ألزم عمر نفسه أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يكشف ما بالناس من هم وغم وفقر وحاجه وعوز .

فكان في زمن الخصب يبث له الخبز باللبن والسمن ثم كان عام الرمادة يبث له بالزيت والخل، وكان يستمرئ الزيت ولايشبع مع ذلك فاسود لون عمر وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف.

ولم يكتف عمر بذلك، بل حمل أهل بيته على ذلك، فما أكل أحد من ولده ولا بيت أحد من نسائه ذوقاً في زمان الرمادة، إلاّ ما يتعشى مع الناس حتى أحيا الله الناس ورفع البلاء .

والله ما دفعني للكتابة في هذا اليوم الا مشاهدتي تلك المرأة الملثمة وبناتها في عمر الورود يتنقلن من حاوية قمامة الى حاوية قبل صلاة الفجر ومعهن حمار يضعن على ظهره كيس (خرج) فضلات الطعام وكسيرات خبز واعتقد جازما لولا الحاجه ما خرجن الى حاويات القمامة ليجدن ما يسد رمقهن وأطفالهن ولا املك الا ان اقول - لا حول ولا قوة الا بالله - ولك الله يا شعبنا لما وصل فيه حال الاردنيين من سيء الى اسواء ومن ازمة الى ازمة ولا بوادر انفراج في الفضاء السياسي القريب ووطننا مصاب بأدواء لا امصال لها وكوارث محدقة لا ساتر لها , وهنا اتذكر مقولة الرئيس المكسيكي يورفيرو دياز ( مسكينة هي المكسيك .. لبعدها عن الله وقربها من الولايات المتحدة الامريكية ) .


وفي بعض الاثار ان مجنونا اضاع مفتاحا في اطراف قريته فبقي طوال الليل يلف ويدور عند المنطقة المضيئة حول عمود الانارة بحثا عن مفتاح منزلة الذى ضاع منه في الطرف البعيد من القرية وعندما سالته الشرطة لماذا تبحث عن مفتاح منزلك في غير مكان ضياعه أجاب في طرف القرية لا يوجد عمود انارة , مشكلتنا في الاردن ليست في ادعاءات الاصلاح وتبنيه , وتقديم الزمر السارقة لمقدرات الوطن للقضاء بل مشكلتنا الحقيقية هي في المسافة الفاصلة بين مفتاح صناع القرار وعمود الاضاءة .


فلقد تعب شعبنا من القرارات المعلبة والأوتوقراطية والتفكير بالإنابة عن شعبنا الرابض على جمر الوطن ويتشدقون بالطهارة واي طهارة تلك وقد وصل الخبث الى جميع مفاصل الدولة ففي عمان وحدها اكثر من خمسين مرقص ونادي ليلي وبار وحانه بكافه الكوادر من الراقصات, من الذى رخص لهم واعطاهم حق استقدام راقصات من الخارج, لكي يرقصن على جراح شعبنا التى تشخب كل يوم وكلما بزغ مسؤول نظيف يتم اقصاءه ويزرع اخر مكانه حسب المواصفات المطلوبة بصيم, وسحيج , ومتنفع, ويوقع على بياض .

وليعلموا ان لهذه الارض الاردنية شعب موجود رغم التهميش والاقصاء الصارخ وليس الاردنيين هنود حمر وارقام ممكن ان تباع وتشترى, فالأغلبية الصامتة من ابناء شعبنا وصلت لقناعة بان لا اصلاح سياسي البته وانما ترحيل المشاكل والازمات والخاسر الوحيد هو الشعب الاردني فلقد اشمئز الاردنيون من البراغماتية التى يمارسها رئيس الوزراء على الشعب والنظر الى الى الشعب من ثقب الباب والتشكيلة الوزارية التكنوقراط المنتظرة من نفس سلة الحكم من الاقارب والاصهار والمنتفعين وهذه الكاريزما تتبدل وتقفز من وزارة الى وزارة هم بواد والشعب بواد .

وحمى الله الاردن وشعبه

عاطف المناصير



تعليقات القراء

احمد الزيود
لك الله يا شعب الاردن والله الشعب طفران عايف حاله
11-03-2013 11:44 PM
محب لوطني
أشكرك على هذا المقال...وأين حكامنا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه...وأين مواطنا من المواطن الذي عاش زمن عمر بن الخطاب...فنحن كمواطنين فسدنا فقيض الله لنا حكاما ومسؤولين فاسدين دمروا البلاد وعاثوا في الأرض فساداً "ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم"...أسال الله العلي القدير أن يهيء لهذة الأمة من يعيدها إلى رشدها وصوابها إنه نعم المولى ونعم النصير
12-03-2013 08:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات