يقاطعونه وهو مريض ويجتمعون عند الوفاة


زمن غريب وعجيب هو الذي نعيش فيه تبدلت العادات وتغيرت السلوكيات وضاعت القيم وأصبحنا غرباء في مجتمع كنا فيه بالأمس القريب أخوه وأحبه,كنا نحرص على زيارة المريض ونتفقد اليتيم ونحزن بحزن من من فقد عزيز , ونواسي من أصابه ابتلاء , كنا نتذكر الفقير والمسكين والمحتاج في كل ما يحتاجه من أشياء وحاجات , كنا نعتز بأننا نسكن القرى والأرياف لتماسك أهلها ومحبه أبناءها وتعاون وتكاتف رجالها في كل من لديه مشكله ممن يسكنون بينهم ومعهم , كانت تلك القرى والأرياف غير القرى والأرياف الآن ,صحيح انه لم يكن يوجد كهرباء وكنا نعتمد بذلك على المصابيح والفوانيس وكنا لا نعرف التلفاز ووسائل التقنية الحديثة المتوفرة للناس في هذه الأيام ولكن كان هناك محبه وود وتزاور وكأننا عائله واحده ,أما الآن فالوضع تغير تماما في هذه القرى ولا أتكلم هنا عن المدينة وما تعنيه من اشتغال الناس بأحوالهم وبأعمالهم .
لأنها هكذا المدينة ولكن حديثي عن القرية التي أصبحت مدينه في كل ما يتوفر فيها من مميزات وتقنيات لا بل أن هناك من زاد عن أهل المدينة بذلك ولكنه خسر الصورة الجميلة للقرية وخسر المزايا التي كانت يتميز بها ابن القرية عن ابن المدينة واليكم بعض الأمثلة رجال ابتلاهم الله بالمرض والعجز لسنوات عديدة وفقدوا زيارة الأحبة والأصدقاء دون أي سبب يذكر وغادروا هذه الدنيا دون أن يذكرهم اغلبيه أهل القرية بزيارة ولكن عند الوفاة يجتمع الأحبة والأقرباء والأصدقاء ما هو سبب هذا الاجتماع علمه عند الله ولكن لنا الظاهر أنهم يقومون بواجب العزاء أما ديننا الحنيف فقد بين أهميه زيارة المريض مثلا عندما قال نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي(أن الله يعاتب ابن آدم يوم القيامة بقوله لماذا لم تزرني فيقول العبد كيف أزورك وأنت رب العالمين فيقول الله تعالى لو زرت فلان لوجدتني عنده )وكثير من الآيات ألقرانيه والأحاديث النبوية التي تحث وترشد المسلمين على القيام بها ولكن وللأسف الشديد فقد أصبحت العبادة عاده في أيامنا هذه وتركنا كثير من الواجبات والمعاملات التي هي جزء من القيم الأسلاميه وكما نعرف فان الدين معامله ,وللعودة إلى موضوعنا وهو زيارة المرضى كجزء من واجبات الإنسان المسلم والتي تم تعطيلها وإنكارها من قبل الكثيرين فيؤكد لي الكثير من الأخوة والأصدقاء هذه الحقيقة فمنهم من يقول بان أبيه قد كان طريح الفراش لأكثر من 5 سنوات وابتعد عنه الأصدقاء والأقرباء طيلة هذه المدة إلا القلة منهم ولكن عند الوفاة تجد المسجد وقد امتلئ بالمصلين للمشاركة بالجنازة على الرغم من طول مده مرضه وما دفعني لكتابه هذا الموضوع أن والدي مضى على مرضه أكثر من سنه ونصف ولم يقوم بزيارته إلا القليل على الرغم من والدي يشهد له من يعرفه بأنه كان حريص على زيارة المرضى والقيام بالواجب والغريب أنني عندما أشارك في مناسبة معينه أو في عزاء يسألني الكثير ممن التقي بهم بسؤال كيف الوالد فاذكره بأنه مريض وهو يعرف ذلك ويصر على تجاهل الزيارة رغم قصر المسافة.



تعليقات القراء

احوال ان اكون مخلصا لوالدي
سيدي
صدق مقاله اقرئها منذ فنره ليست بالقصيره ان هذه الدرجه وصلت للابناء
12-03-2013 07:59 AM
محمد عزالدين ربابعه
والله كلامك دورر ياخال
17-03-2013 04:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات