هوجو تشافيز رحل ولكن مواقفه الخالدة باقية


رحل بالأمس الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بعد صراع مع مرض السرطان وقد ودعه الشعب الفنزويلي بالبكاء والحزن الذي ظهر على ملامح الجميع أثناء تشييع الجنازة, ولأول مره أرى أطفال ونساء وكبار السن يجتمعون معا لوداع قائدهم وزعيمهم, فهو من وقف مع الفقراء وقدم لهم كل المساعدة التي يحتاجون فكان غريب عليهم أن يقف رئيس الدولة معهم وليس مع الأغنياء وأصحاب المال على عكس من تولى قياده فنزويلا من قبله فكان من الطبيعي أن يحبه الشعب بكل فئاته, وبقي خصمه فقط هم بعض الأغنياء التي ترتبط مصالحهم بالخارج .

ومن المواقف التي يتذكرها الشعب في فنزويلا عندما اجتاحت الفيضانات بيوت الناس الفقراء وأصبحوا لا مأوى ولا مسكن ,فما كان من الرئيس تشافيز أن أعلن إخلاء القصر الرئاسي لهؤلاء الذين فقدوا بيوتهم ومساكنهم ليكون مسكنهم الجديد, ثم يختار خيمة يدير البلاد من خلالها , هذا الموقف يتوافق تماما مع مواقف عظماء المسلمين التي درسناها من خلال التاريخ الإسلامي أضافه لتقديم كل ما يحتاجه الفقراء من مطالب ومساعدات فكان حقا نصيرا للفقراء على عكس زعماء العالم قاطبة .

أما نحن في بلادنا العربية والاسلاميه واجب علينا أن نتذكر مواقف هذا القائد الشجاع ومن هذه المواقف إعلانه قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ردا على الحرب التي شنتها الأخيرة على لبنان عام 2006, وما نتج عن هذه الحرب القذرة من تدمير البيوت على سكانها وقتل البشر وتدمير الحجر والشجر, ثم عاد وأعلن إنهاء العلاقات نهائيا بين بلاده مع إسرائيل بعد الحرب القذرة التي قامت بها إسرائيل ضد أهلنا في قطاع غزه احتجاجا على هذا العدوان ودعما معنويا للشعب الفلسطيني والعربي , أما موقفه من اختراق الحصار الذي تم فرضه على العراق من قبل أمريكا وبريطانيا والذهاب إلى بغداد للقاء الرئيس الشهيد صدام حسين وكان الزعيم الوحيد الذي تجرأ وتحدى أراده أمريكا وحليفتها بريطانيا وقام بهذه الخطوة الجريئة .

لقد كان هوغو تشافيز نصيرا للضعفاء والفقراء في بلاده,وداعما للقضايا العربية والاسلاميه وكان أول زعيم في أمريكا اللاتينية يخرج عن طاعة أمريكا ويلزم الشركات العالمية في بلاده بالمشاركة في أرباحها, بعد أن كانت تلك الشركات تسيطر على كل النفط في هذا البلد وخاصة إن فنزويلا من الدول التي لديها مخزون كبير منه, ولكنه كان في السابق من نصيب الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا ولكن عند توليه السلطة جعل هذا النفط لخدمه الشعب الفنزويلي ’ لقد تولى الرئيس الراحل السلطة من خلال انتخابات نزيهة اشرف عليها مراقبين من دول العالم ومنهم الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي أشاد بنزاهة تلك الانتخابات وقد فاز فيها أكثر من مره, وهذا دليل على تعلق ومحبه الشعب الفنزويلي بقائده وزعيمه على عكس الذين اختاروا التشكيك في تلك الانتخابات لاختيار تشافيز طريق العداء لأمريكا, ثم كانت التجربة الناجحة في فنزويلا فرصه لعدد من الدول في أمريكا اللاتينية للسير على نفس النهج فقد فاز الرئيس موراليس في بوليفيا ولولا سيدا في البرازيل وكان هناك تعاون وتحالف مشترك بين هذه الدول الثلاث في الخروج على بيت الطاعة الأمريكي ’ إن مواقف الراحل تشافيز تشبه تماما مواقف النجاشي ملك الحبشة في عهد نبينا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) من الشجاعة وتقديم المساعدة والوقوف مع الضعيف والعدالة التي أصبحت معدومة في أيامنا هذه .

رحل الرئيس تشافيز وبكى عليه الفقراء وكل من أحبه وافتخر في مواقفه على عكس الآخرين الذين هم على مسافة واحده مع الأغنياء وبعيدون كل البعد عن هموم وأحوال الفقراء .



تعليقات القراء

شاري البندر
نعم خسر الشعب الفنزويلي والشعوب العربيه رحيل القائد تشافيز لقد كانت مواقفه اقرب الى الاسلام ......
09-03-2013 12:02 PM
عنان
والله انني كنت اعتبره الزعيم الوحيد الذي كان شوكه في حلق امريكا والله رحيلك خساره يا تشافيز
09-03-2013 12:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات