مصر .. "والحتت" !


هذا نتاج تجربة اربعة ايام من المشاهدات في شوارع القاهرة مشيا على الاقدام ، وفي ممرات جامعة القاهرة ومكتبة كلية الاعلام التي هي حلم لكل طالب دراسات عليا .
في البداية القاهرة ليس بها أية إشارة ضوئية تعمل وبدلا من الاشارات الضوئية يوجد رجال سير ينظمون المرور فقط على التقاطعات الرئيسية ، ولكن في داخل المدينة الفرعية تترك الأمور لأخلاق " زوق " المواطن المصري ، وعن سبب عدم وجود إشارات ضوئية إلى الأن في القاهرة لاأحد يعطيك جواب ويكتفون " الجدعان " بالابتسام ويشيرون إلى الدولة بذلك وهي هنا الإخوان مع أن عدم وجود الاشارات منذ حكم السادات ومبارك من ورائه .
" الجدع " يحترم الأخرين عن طريق إعطائهم لقب قبل أسمهم " حضرتك " وهنا نعود للخطيئة القاتله التي إرتكبتها السينما والدراما المصرية بحق هذا " الجدع" ، إذ أنها صورته رجل ذليل أمام من يعلوه مقاما وأصبغت عليه صفة العبد ، والواقع غير ذلك بكثير و" الجدع" رجل محترم لأنه يحترم الأخر ولايوجد بينهم الفروق في مستويات المهنة فقط وعلى مستوى الانسانية كلهم سواء .
وعجزت السينما والدراما المصرية على طول خمسة عقود من أن ترسم مصر بصورتها الحقيقة ، وعلى الجانب الأخر وخلال أقل من خمسة سنوات إستطاعت الدراما التركية أن ترسم صورة لتركيا جعلتنا كعرب ننسى أربعة عقود من الاستعمار والسيطرة التركية وقانون الاستانة ونعتبر تركيا بلدا عربيا ولكن بلهجة أتاتوركية علمانية .
وأصل مشكلة مصر بكل تاريخها سواء الناصري أو الساداتي أو المباركي أو الإخواني تكمن في أن الوقت لديهم ليس له قيمة ولايعني لهم شيء ، فالحياة لاتبد في ممرات جامعة القاهرة قبل الساعة العاشرة صباحا ، وإذا حدد أحدهم لك موعد في ساعة معينه عليك أن تعطيه كذلك ساعة أو ساعتان والعذر بسيط جدا " آزمة مرور " وهنا نحن نعود للمشاهدة الأولى من شوارع القاهرة وعدم وجود إشارات مرور وما يتبعها من مشاكل مصر .
والسؤال هنا كيف نريد من نظام حاكم لمصر يغير البلاد للأفضل خلال أقل من سنة وهو والشعب لايعرفون ثمن الزمن وقيمته عندما يمر على الشعوب مرور الكرام ، فمشكلة مصر ليست في الدولة بل في الوقت ؟، وبالتالي أصبحت الثورة علاقة لكل المصريين يلقون عليها فشلهم في إعادة بناء الدولة ويغيب عن فكرهم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك "حتت ..حتت ..حتت " !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات