الجماعة تشق عصا الجماعة


من الأضافات النوعية للعمل العام الأردني أن ( زمزم ) كمبادرة أردنية تحاول خلق نموذج نوعي تنويري وهي محاولة صادقة لكسر ثنائية الأستقطاب القاتل الذي يعيشه المجتمع الأردني فيما بات يعرف بالموالاة والمعارضة والتي حاول العديد من جهابذة السياسة تفسير الحالة الأردنية الفريدة وتفكيك مفرداتها لبيان ماهية هذه الموالاة وتلك المعارضة ولمن هي بالتحديد ولمن توجه ومن تخاطب !!

بعض القوى المتضررة من ( زمزم ) حاولت أظهارها كنوع من الأنشقاق الأخواني بدعم أستخباري وبعضها الآخر حاول ان يلصق بها الوصف الأقليمي في حين ولدى الرجوع لمخرجات المبادرة نجد انها تؤسس لمشروع نهضوي أردني جامع يقدم نموذجا عصريا عن الدولة المدنية بهوية عروبية أسلامية منتجة تبتعد عن أنماط التكفير والتخوين والتفسيق والأسقاط السائدة في المجتمع ..

قوى الشد العكسي المتضررة من ( زمزم ) بأعتبارها مبادرة تقوم على خطاب المحبة لا الكراهية أستطاعت أن تتلاعب بالأخوان على مدار أكثر من عامين وأستفادت من العقلية الأخوانية القائمة على أساس نظرية المؤامرة وشعور الأخوان الدائم بالأستهداف فوجهت هذه القوى الأخوان بطريقة شيطانية للقيام بمحاولة تفكيك لهذه المبادرة العظيمة والتي تخرج الجماعة نفسها من تداعيات الربيع العربي الذي أصبح يطالب بأعادة هيكلة التنظيم العالمي شكلا ومضمونا ..

ومن الواضح أن هذه العملية قد نجحت الى حد بعيد حتى أصبحت الجماعة قاب قوسين أو أدنى من الأنقسام الفعلي لما وقع فيه تيار محدد بداخلها من تضليل ولبس وسوء تقدير سياسي لن يؤد سوى لشق عصا الجماعة بيد نفس الجماعة مما سيضعها في موقف تنظيمي صعب ليس أقله نهج التطرف واحتسابها على جزء محدد من المجتمع بطريقة أقليمية تورث الهلاك لكل الوطن ..

من المؤسف أن تنقسم الجماعة لجماعات ومن المؤسف ان يسود الأمر لغير أهله داخل هذا التنظيم ولكن من المؤسف أكثر أن يكون مرجعية ذلك لأنماط الفكر الأستئصالي الذي لا يقبل ألا نفسه متمثلا بتيار غير مؤهل ومتطرف في هذه المرحلة التاريخية ويسعى لحتفه والى أعدام داخلي لكل الجماعة بعيدا عن قواعد الحكمة والفقه الشرعي ..

السؤال الذي نتمنى على الأخوان الأجابة عليه هل يوجد في المبادرة الأردنية للبناء كنموذج عربي أسلامي للأصلاح ما يستوجب كل هذه الضجة والأفراط في العدائية وهل يوجد فيها أي طرح مخالف لقيم الجماعة التاريخية أم أن الخوف كل الخوف من مبادرة أصلاحية تبدأ بالداخل الأخواني تعيد للجماعة بريقها المغتال ؟؟

خلاصة القول .. سينتهي الأخوان الى ما بدأ به الأمام الشهيد حسن البنا ..

المحامي بشير المومني
basheer7hasan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات