جرو «جيرمان شبرد» سلالة نقية عمر شهرين مع شهادة تطعيم صحي.

كلب «روت دايلر» عمر شهرين سلالة نقية جداً حجم جامبو.

بعد أن قرأ أبو محمود هذه الإعلانات في إحدى الصحف اتصل مستفسراً عن أسعار هذه الكلاب من باب الفضول فاندهش من ارتفاع أسعارها، فلمعت بذهنه فكرة جهنمية بأن يتبنى مجموعة من الكلاب الضالة ويقوم بتنظيفها والاعتناء بها ويستخرج لها شهادة صحية ويسجلها في الأحوال المدنية ويثبت لها سلالة «بنت كلب» ثم يقوم بتسويقها بأسعار مقبولة تكون في متناول عشاق هذه الهواية لعله يحظى ببعض المال يستعين به على هذا الغلاء الفاحش.

ونظراً لخبرته الطويلة في مطاردة الكلاب استطاع أن يجمع عدداً منها وبدأ بإجراءات تأصيلها فتوجه إلى المركز الصحي ومعه كلابه ليقوم بالفحص واستخراج الشهادات الصحية المطلوبة وما أن وصل حتى وجد طابوراً طويلاً من البشر بانتظار دورهم للحصول على هذه الشهادة لغايات العمل والسفر والزواج ومنافع أخرى ولكنه تخطى الدور حتى وصل إلى الموظف المسؤول وأخبره بحاجته المُلحة فنهره  الموظف أمام المراجعين صارخاً : أجننت؟! هذا مركز للأوادم وليس للكلاب؟ اذهب إلى المركز البيطري فأدرك أن جهله ساقه إلى العنوان الخطأ.

استكمل الإجراءات المطلوبة في مركز البيطرة ثم توجه إلى دائرة الأحوال المدنية ولقي ما لقي في المركز الصحي من استهزاء الموظفين واستفسر منهم عن المكان المناسب لتسجيل الكلاب فأكدوا أنه لا يوجد وكاد أن يفقد الأمل بنجاح مشروعه إلى أن أشار عليه أحدهم بضرورة تبنيه لكلابه وإلحاقهم بسلالته ففكر في الموضوع وعاد ينبش في أوراقه حتى يثبت نقاء سلالته ليلحق كلابه بها ولكنه وجد أن سلالته «مقطوعة» ولا يوجد لها شجرة عائلة تؤكد جذورها ونقاء عرقها فما كان منه إلا أن لطم على وجهه بعد أن يأس من ايجاد وسيلة لاثبات هويته، وتأصيل كلابه.