الحراك الأردني يستيقظ


يبدو بأن الشارع الأردني مقبل على زخماً حراكياً قوياً و كبيراً ومنقطع النظير حيال العاصفة التي أطلقها عبد الله النسور في رفع أسعار المشتقات النفطية .
إن المتتبع للأحداث الجارية على الساحة الأردنية يجد بأن محافظة الكرك تزمع على العصيان المدني بتاريخ 9/3/2013م ، وكذلك بعض أحياء العاصمة الأردنية متزامنة مع نفس التاريخ .
أعتقد بأن هنالك تعبئة وإشارات واضحة لرئيس الوزراء الأردني في عدم الرضوخ لسياساته القمعية حيال الشعب الأردني الموحد، فمنذ بدأ المظاهرات الأردنية أواخر عام 2010م ولغاية يومنا الحالي والتي شارك بها ألاف المواطنين الأردنيين ، لم أجد بأن هذه المطالب الحراكية والمسيرات قد حققت أهدافها، في تعزيز النهج السياسي الأردني أو تصويب مساره ، أو رفع الظلم والجرائم الاقتصادية التي ترتكب بحقه دون مبرر.
بل كانت النتائج سلبية وقمعية من خلال تزوير الرأي العام الأردني في الانتخابات البرلمانية، واستمرار مسلسل غلاء الأسعار دون مسوغات حقيقة ، وإن ما زاد (الطين بلة) تخريج كوكبة من رموز الفساد الأردني من السجون الأردنية دون تسوية عادلة وحقيقة يكون لها الأثر على الاقتصاد الأردني بدلاً من استنزاف الشعب الأردني في جباية الضرائب.
أما آن الأوان لنهج السياسي الأردني أن يستوعب الدروس المستقاة من الثورات العربية المختلفة بتصحيح المسار الشمولي للعمل السياسي الأردني ، فلم يعد هذا الشعب غافل عما يجري على الساحة الأردنية والإقليمية بفضل وسائل التكنقراط المختلفة فما يجري في الجنوب يصل إلى الشمال وكذلك الغرب يصل إلى الشرق، فقضية وليد إسماعيل الكردي الذي زار ويزور الأردن تكراراً بجواز سفر انجليزي..... وغض النظر عنه من قبل الجهزة الرسمية الأردنية باتت مكشوفة أيضاً، وقد قام القضاء الأردني بتطمين الشعب الأردني بالحجز على جميع أمواله والبالغة (114) دينار أردني كما تناقلته بعض المواقع الكترونية .
إن وقف متابعة قضايا الفساد الشهيرة والبحث عن مصادر أخرى لتغذية خزينة الدولة لسد العجز المالي وعدم فرض رقابة صارمة على المنح والمساعدات العربية والأجنبية ووضعها بخزينة الدولة غير منقوصة ، وبقاء الأردن مسلوب الإرادة حيال قضية السلام وما واكبها من اتفاقيات وادي عربة واتفاقية الكازينو وما خفي كان أعظم دون مسألة له الأثر البالغ والكبير في المزيد من الاحتقانات الشعبية اليمنية أو اليسارية على حدٍ سواء التي دعت الشعب الأردني إلى الوقوف في الشارع للمطالبة في الإصلاحات الشاملة، ولكن يبدوا للمراقب العام بأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفنُ.
كما أعتقد بأن البيروقراطية السائدة في مجتمعنا الأردني وفي مؤسساتنا الإدارية المتمثلة بحكم المكاتب دون النزول على الشارع لتلمس أحوال الرعية وما يعانونه من أبشع أنواع الفقر المدقع في حياتهم اليومية أيضاً لها الأثر في الدفع نحو الهاوية، بل ربما يبدوا ذلك جلياً وواضحاً في استمرار النهج السياسي الأردني في مسلسل غلاء الأسعار الذي رفع درجات الحرارة في الشارع الأردني مجدداً .
Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات