القبر رقم 62
استهواني ذلك القبر الذي يحمل الرقم 62 ..
فهو يقع على حافة المقبرة ويشرف على معظم أحياء المدينة وميادينها .. والاهم من ذلك وقوعه على مقربة من برج الإنارة الضخم الذي نصبته البلدية لينثر نوره ليلا على بقية القبور حيث يرقد الموتى بسلام ..
قد أكون المجنون الوحيد في هذا العالم الذي قام بحفر قبره وتجهيز كفنه الأبيض والمخدة والحنّاء وقزازة الريحة وهو على قيد الحياة ..
أظن أنني اكثر ذكاء منكم عندما وضعت يدي على قطعة ارض في موقع مميز من
المقبرة .. موقع استراتيجي وحساس وعلى شارعين ومخدوم بالانارة والصرف الصحي والانترنت ..
عقبات كثيرة لا بد من تجاوزها لكي احصل على القوشان ..
فعليّ ان ادفع ضريبة المسقفات والمعارف والصرف الصحي وضريبة الجامعات ودور العبادة وضريبة التلفزيون وضريبة الماء والهواء .. وعوائد التنظيم وبدل الاعتداء على التهوية والارتدادات..
أسعى للحصول على قرض طويل الأجل من البنك الدولي لدفع كل ما يترتب على حصولي على قبر صحي وجيد التهوية وتتوفر فيه كل متطلبات السلامة العامة ..
حالفني الحظ وحصلت على القرض بضمانة من الدول المانحة التي أصرّت الدخول معي كشريك استراتيجي شريطة
موافقة نزلاء المقبرة باعتبارهم المتضررين من اية عمليات توطين مستقبلية لموتى جدد ..
أنا الان في منتهى السعادة فقد ضمنت لنفسي قبرا بمواصفات عالمية ..
عمري 62 عاما وعدة اشهر وبضعة أيام .. لا تهمني مسألة العمر بعد أن أبدت الدول المانحة تعاونا معي للسير بعمليات التمليك.
علمت أن هناك توجهات رسمية لتغيير صفة استعمال المقبرة الى تجاري .. الشكوك تساورني .. فهناك أكثر من شريك استراتيجي يسعى للحصول على موطئ قدم في المقبرة .. وسماسرة كثر يرغبون بشراء قبري بكامل تجهيزاته .. لقد ارتفع سعر قبري عشرة اضعاف وهو مرشح لمزيد من الزيادة ..
المقبرة تعج بالغرباء .. كلهم يريدون الاستثمار في المقبرة والكل عينه على قبري أنا بالذات..
أخبرني حارس المقبرة انه منع أشخاصا تسللوا الى القبر ليلا وحاولوا سرقة الفرشة والمخدة .. واضح ان قبري مستهدف ..سأدافع عنه بشراسة
واعتبارا من اليوم سأقضي معظم وقتي فيه .. انه يستحق الحماية .. ألم أقل لكم أنني مجنون .. وسيأتي
اليوم الذي تعرفون فيه من هو المجنون انا أم أنتم.
mkatishat@yahoo.com
استهواني ذلك القبر الذي يحمل الرقم 62 ..
فهو يقع على حافة المقبرة ويشرف على معظم أحياء المدينة وميادينها .. والاهم من ذلك وقوعه على مقربة من برج الإنارة الضخم الذي نصبته البلدية لينثر نوره ليلا على بقية القبور حيث يرقد الموتى بسلام ..
قد أكون المجنون الوحيد في هذا العالم الذي قام بحفر قبره وتجهيز كفنه الأبيض والمخدة والحنّاء وقزازة الريحة وهو على قيد الحياة ..
أظن أنني اكثر ذكاء منكم عندما وضعت يدي على قطعة ارض في موقع مميز من
المقبرة .. موقع استراتيجي وحساس وعلى شارعين ومخدوم بالانارة والصرف الصحي والانترنت ..
عقبات كثيرة لا بد من تجاوزها لكي احصل على القوشان ..
فعليّ ان ادفع ضريبة المسقفات والمعارف والصرف الصحي وضريبة الجامعات ودور العبادة وضريبة التلفزيون وضريبة الماء والهواء .. وعوائد التنظيم وبدل الاعتداء على التهوية والارتدادات..
أسعى للحصول على قرض طويل الأجل من البنك الدولي لدفع كل ما يترتب على حصولي على قبر صحي وجيد التهوية وتتوفر فيه كل متطلبات السلامة العامة ..
حالفني الحظ وحصلت على القرض بضمانة من الدول المانحة التي أصرّت الدخول معي كشريك استراتيجي شريطة
موافقة نزلاء المقبرة باعتبارهم المتضررين من اية عمليات توطين مستقبلية لموتى جدد ..
أنا الان في منتهى السعادة فقد ضمنت لنفسي قبرا بمواصفات عالمية ..
عمري 62 عاما وعدة اشهر وبضعة أيام .. لا تهمني مسألة العمر بعد أن أبدت الدول المانحة تعاونا معي للسير بعمليات التمليك.
علمت أن هناك توجهات رسمية لتغيير صفة استعمال المقبرة الى تجاري .. الشكوك تساورني .. فهناك أكثر من شريك استراتيجي يسعى للحصول على موطئ قدم في المقبرة .. وسماسرة كثر يرغبون بشراء قبري بكامل تجهيزاته .. لقد ارتفع سعر قبري عشرة اضعاف وهو مرشح لمزيد من الزيادة ..
المقبرة تعج بالغرباء .. كلهم يريدون الاستثمار في المقبرة والكل عينه على قبري أنا بالذات..
أخبرني حارس المقبرة انه منع أشخاصا تسللوا الى القبر ليلا وحاولوا سرقة الفرشة والمخدة .. واضح ان قبري مستهدف ..سأدافع عنه بشراسة
واعتبارا من اليوم سأقضي معظم وقتي فيه .. انه يستحق الحماية .. ألم أقل لكم أنني مجنون .. وسيأتي
اليوم الذي تعرفون فيه من هو المجنون انا أم أنتم.
mkatishat@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |