طفح الكيل .. !


أن يستمر المواطن الأردني من أصل فلسطيني تحت رحمة عِنين ، مأفون ، عُصابي وإقليمي وعفن ، وتحت سمع وبصر مؤسسة العرش ، الدولة وأجهزتها الأمنية ، الدستورية ، القضائية والقانونية ، فهذا دعيٍّ سيقطع يد نائب لمطالبته بوقف إنتهاك الدستور وإمتهانه ،جراء إستنكاره لعملية سحب الجنسية الأردنية وشطب الأرقام الوطنية ، تحت عنوان ما يُسمى فك الإرتباط القانوني والإداري ""وليس الدستوري"" مع الضفة الغربية ، وذاك يهدد بأخذ القرار بيده لملاحقة وربما قتل من يدعو إلى إعطاء المرأة الأردنية حقها بمنح أولادها جنسيتها الأردنية ، وآخر يعربد ويهدد نواب الوطن الذين نعتهم بتيار التوطين والمحاصصة ، معتبرا تحقيق مكاسب لبرامجهم هو تعد على ثوابت الأمن الوطني الأردني ، فإن لم تتصدى له الحكومة وتوقفه ، فسيوقفه المأفون بإنتفاضة وطنية أردنية تُطيح بالحكومة والبرلمان معا ، أو سيلجأ للأحكام العُرفية .
-وأغرب ما في الأمر ، أن زمرة الفاشلين في مناكفتهم للدولة ، يأخذهم الشطط والأوهام، وتُهيئ لهم ""أنواتهم المتضخمة"" بأنهم شيئ يُحسب له حساب ، فتحملهم تخبطاطهم وإرباكاتهم للتحرش بالأردنيين من أصل فلسطيني ، لإرسال رسائلهم سيئة المحتوى للدولة الأردنية ، أو ربما مايزال منهم من يظن أن تجاهل الأردنيين من أصل فلسطيني لما يدلقون من قيئ ، ناجم عن ضعف...! وهذا قمة الغباء والجهل ، بما هو عليه هذا المكوِّن في المجتمع الأردني ، الذي يأتي تجاهله لهم في خانة الحرص الشديد على الأردن أولا ، من فتنة يدبرونها ، إستخفافا بطروحاتهم ، تعاليا على حقدهم ونأيا عن رائحة قيئهم.
-ما كنت لأتطرق لهذا الموضوع وعلى هذا النحو إلا إتساقا مع إيماني المطلق بفلسفة الحكم الهاشمي ، ويقيني اللامحدود بأن الدولة بكل أجهزتها الأمنية والسيادية ، لن تسمح بهذا التعدي والإنتهاك السافر على هيبتها وهيبة الدستور ، أو أنها ستقف مكتوفة الأيدي أمام فتنة إن إشتعلت نيرانها ، فلن تُبقي ولا تذر ، في هذا الوقت العصيب الذي يحتاج فيه الوطن الأردني الأعز ، وقضية فلسطين وكذلك المسألة السورية ، إلى وقفة دولتية وشعبية ، وجبهة داخلية صلبة تتيح للسفينة الأردنية عبور المرحلة بأمان.

.
هذا أوان الشد ، ليشتد الأردنيون
--------------------------------------------------------
-حين تُصبح مصلحة الوطن على المحك ، فإن من واجب المواطنين المؤمنين بهذا الوطن ، أن يدحروا همومهم ، مطالبهم ، إنتقاداتهم وملاحظاتهم مهما تكن مهمة ، وينحُّون مصالحهم الشخصية ، الحزبية ، الفئوية والجهوية جانبا ، ومن ثم يتلاحموا ، يتعاضدوا ويُصلِّبوا جبهتهم الداخلية ويقفوا وقفة رجل واحد لحماية الوطن والذود عن مصالحه العليا، خاصة حين تكون ذات بُعد إستراتيجي ، كما هو الآن وفي الأسابيع القليلة القادمة.
-رُغم أهمية وضرورة إطمئنان الأردنيين على شكل ومضمون أداء البرلمان السابع عشر ، وشكل ومضمون الحكومة المرتقبة ، وبرنامجها السياسيي ، الإقتصادي والإجتماعي ، ورُغم أهمية المطالب الإصلاحية والإلحاح على مزيد منها ، والمطالب التنموية والتشغيلية وترميم الأوضاع المالية وحركة السوق وضرورة السيطرة عليها ، لحفظ حقوق الطبقات الفقيرة والمتوسطة ، ورُغم كل هذا وما له من توابع التعليم ، الصحة ، الزراعة والأمن وغيرها ، فإن مواجهة ما هو متوقع حدوثه تجاه أعقد مسألتين ، قضية فلسطين بكل تعقيداتها وتداعياتها ، والمسألة السورية بكل دمويتها والنتائج التي تُنبئ بكوارث في معظم حالاتها ، وهذه ليست مجرد هواجس ، بل هي حالة صدامية قادمة بين الأردن الأرض ، الشعب ونظام الحكم ، وبين أمريكا وإسرائيل ، القوى الدولية وحلفائها في الإقليم ، الذين ما فتئوا يسعون إلى حلول لأخطر ملفين ، الفلسطيني والسوري ، إن لم يكن على حساب الأردن مباشرة ، فعلى حساب الأردن بطُرق غير مباشرة ، وهو ما يفرض علينا جميعا أن نتأهب للتصدي لهذا الخطر الداهم وعبوره الآمن ولو بأقل الخسائر، وهذا يُحتم علينا أن نعطي الملك ومطبخ صنع القرار المساحة اللازمة لحشد القوى الرسمية والشعبية على حد سواء ، قبل أن نجد أنفسنا نذهب بأرجلنا إلى هاوية التوطين والوطن البديل ، أو على الأقل تطبيق نظرية البنولكس ""كنفدرالية أردنية ، فلسطينية وإسرائيلية"" أو ما شابه .
-أيها الأردنيون الأشاوس.
قد نختلف حد التراشق بكلام لا يليق بنا ولا هو من عاداتنا ، تقاليدنا ، تربيتنا ، قيمنا وثقافتنا وإنما بوحي من حبنا للأردن وحرصنا على إستعادة فلسطين ، وكثيرا ما يعتورنا النزق خوفا على مستقبل الأجيال ، وقد نُحمِّل الملك مسؤوليات أداء بعض صغار النفوس من المسؤولين غير المسؤولين ، وكثيرا ما يصل الأمر عند بعضنا أن نخرج عن اللياقة ، ونذهب إلى الشتائم ، ولكن كل منا حين يجلس مع نفسه ، وتهدأ حمأته ويطلق العنان للعقلانية ، سيجد نفسه كما البقية مع الملك وحول الملك ، لأن كل منا يثق أن فلسفة الحكم الهاشمي ، هي الضمانة لحاضرنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا ، وما دون ذلك لا سمح الله ، سنغرق في سراديب المجهول.
-دعوني أقول ما لا يعتقده الكثيرون ، فلا يغرَّنكم حجم العربدة اليهودية ، وكل ما تقترفه إسرائيل الآن من جرائم إستيطانية توسعية ، تضييق وقهر للشعب الفلسطيني وتعذيبه ، أسر ، إعتقال وفصل عنصري مقيت ، تدنيس المقدسات المسيحية والإسلامية، ضرب سورية ، تحدي الأمتين العربية والإسلامية ، فإسرائيل في أضعف حالاتها ، وما هذه الهستيريا إلا صفير السائر في الظلام ، فإن أكدنا وقوفنا خلف قيادتنا بقوة ، نحمي جبهتنا الداخلية ونُصلبها ، فإننا سنعبر هذه المرحلة بسلام، في ضوء ما ستشهده المنطقة من تحركات صهيوأمريكيا ، أوروبيا ودوليا لتسييل تسوية سياسية لقضية فلسطين ، يريدون تمريرها من تحت مؤخراتنا ، وعندئذ سنكرر ""لات ساعة مندم"" ، وندخل في صراعات داخلية ، إقليمية ومن ثم دولية ، لا تُبقي ولا تذر وسينتصر اليهود. الذين لن يبتلعوا فلسطين فحسب ، أو يُقوضوا الأردن فقط ، بل سيفتتون سورية أيضا ، لتدخل المنطقة برمتها في متاهات العرقنة واللبننة والصوملة ، ولن تتعافى المنطقة ربما بعد مئة سنة ، وهو ما يدعونا لليقظة والحذر ، وتوجيه قدراتنا وبكامل قوانا لحماية الوطن ، بدلا من التشاطر على بعضنا ، وتذهب بنا العُصابية المقيتة إلى الهاوية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات