توجيهات من فوق


بالأيام الماضية حذرنا جلالة الملك من عبارة توجيهات من فوق، تلك العبارة التي كان يتحجج بها بعض المسؤولين لتمرير قراراتهم وتطبيق أجندتهم الخاصة وحين كشف جلالة الملك زيف ادعاءات البعض في رغبات القائد ودون علمه لجأ بعض المسؤولين في هذه الأيام بالذات لاستبدال هذه العبارة بعبارات أخرى تؤدي نفس الغاية التي كانت تسعى من ورائها العبارة السابقة. العبارة الجديدة هذه الأيام استبدال كلمة توجيهات بتوجهات أو برغبة ... الخ.

وعودة للموضوع وبمناسبة رغبة جلالة الملك المعظم في استطلاع رأي غالبية النواب بشخصية رئيس الوزراء المقبل اسماً وبرنامجاً. ويبدو أن هذه الرسالة الملكية لم تصل للنواب بمعانيها الحقيقية فكل منهم فسر الرغبة على مزاجه الخاص ومما زاد الطين بلة أن الشخص الذي كلف بهذه المهمة وهو رئيس الديوان الملكي لم يلتقط الرسالة الحقيقية لجلالة الملك بهذا الموضوع.

كل ذلك أدى لبعض النواب لأن يتشاوروا مع رئيس الديوان من مبدأ المساومة وتسجيل المكتسبات... وقبض الثمن مسبقاً سواء كان هذا الثمن كراسي وزارية يشغلها بعض النواب الذين يتشاورون مع رئيس الديوان ككتل هلامية أو غير هلامية أو المستقلين فرادى وجماعات ولم يكتفوا بذلك بل أرادوا جوائز ترضية من خلال حصول أصدقائهم أو محاسيبهم أو المنتفعين معهم عرضيا على مقاعد في مجلس الأعيان المقبل.

وعودة للموضوع ثانية ومن الرجوع إلى ما توصلت له كتلتي الوفاق والاتحاد الوطني في تسمية الرئيس المستقيل عبد الله النسور كمرشح لهما ومع ما أشيع عن لقاءات جانبية بينه وبين قيادات تلك الكتل وما أشيع عن لقاء قياداتها الجانبية أيضاً مع رئيس الديوان الملكي ومع ربط ما سبق فيما ادعاه بعض النواب الذين التقوا مع الدكتور فايز الطراونة من أنهم سمعوا على لسانه أن توجهات جلالة الملك ورغبته بأن يكون الرئيس المقبل هو عبد الله النسور ولكن من خلال وجود الكرة في ملعب النواب. ما ذكرته ينسجم مع ما يرشح من الأحاديث في الصالونات السياسية خاصة من يشارك بها من الرؤساء السابقين بأن النسور هو من سيكلف بهذه المسؤولية الصعبة وما يلفت الانتباه أن الذين يرغبوا بإعادة تكليف النسور هم من يشترطوا أمام الناخبين بأنهم لن يمنحوا الثقة لأي رئيس حكومة سيرفع الأسعار زاعماً بعضهم أن النسور وعد بذلك ولا ندري عن قوة مصداقية ما نقل على لسان النسور في عدم رفع الأسعار وتعارض ذلك مع قرار مجلس الوزراء الحالي المتخذ مسبقاً برفع الأسعار خلال الشهر المقبل. مثلما لا ندري عن مصداقية ادعاء البعض بتوزير النواب الحاليين تارة أو توزير بعض الذين فشلوا في الانتخابات بالقوائم العامة تارة أخرى !!!!!.

وخلاصة القول لا ندري أن كانت مشكلة الوطن هي في توزير النواب أو في اختيار الأكفاء أصحاب البرنامج الاقتصادي الذي ينقذ الوطن من كارثة اقتصادية في خلال برامج علمية ينفذها وزراء تكنوقراط لا تشترط بهم الجغرافيا أو الحسب والنسب بقدر تاريخهم الحاضر والماضي اقتصادياً ومؤهلاتهم العلمية وبالتالي قدرة الرئيس على اختيار الفريق الناجح الذي من أولى أولوياته انقاذ الوضع المتردي اقتصادياً من خلال جذب الاستثمار وشد البطون رسمياً وشعبياً.

مكرراً موعظة أئمة المساجد في الجمع وغير الجمع بأن يوفق المولى ملك البلاد ويرزقه البطانة الصالحة.
رحم الله الأردن والأردنيين وأن غداً لناظره قريب.



تعليقات القراء

ابن عباد
......
26-02-2013 02:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات