حكومة متساوية الأضلاع !


حوار ذاتي ثلاثي الأبعاد تعاني منه البلاد قبيل ولادة حكومة خطط لها أن تكون برلمانية, يلقي الضوء على الطريقة الأردنية الجديدة في تشكيل الحكومات, نريدها سالكة لمرحلة قادمة, لكن مطبخها أشبه بمثلث لا تتساوى فيه الأضلاع للأسباب التالية !

1.الضلع الأول يمثله تيار عريض لعدد من الكتل ومن النواب, ينبئ بتكليف دولة الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء برئاسة الحكومة, لما لدولته من قدرات وميزات, وهذا لا ننكره عليه البتة, ويوجد تيار آخر واسع أيضا يعارض هذا التوجه ويستعدي بفكرة رئيس جديد يتوافق مع برلمان جديد, توطئة لمرحلة وحقبة جديدة.

2. والضلع الثاني يمثله البرلمان الذي لم تنضج معالم الكتل البرلمانية فيه بعد, في تجمع عسير لشخوص مكوناتها, علاوة على جمع تكسير للآراء فيها وربما لتعارض التوجهات الفكرية والمصلحة الآنية والمستقبلية لأفرادها.

3. والضلع الثالث تمثله المعارضة غير المتجانسة, التي قد تختار من الشارع حاضنة لها وتحسبه أنه في صفها, وتتخذ من الربيع العربي علامة للجودة في الحراك الأردني السلمي وامتازت بالمطالبة بالإصلاح وحسب. وعليه, فماذا نحن فاعلون, وكيف علينا حل اللغز في ظروف محلية متشابكة وإقليمية قلقة ومحيرة, ودولية ليس فيها صديق دائم ولا عدو دائم ؟

أما الجواب, فيكمن بالحل الهندسي وإعادة رسم المثلث المحلي بالتراضي, لتتساوى فيه الأضلاع على نحو جديد, ولا بد من إعادة التفكير بأطوال أضلاع المثلث عن طريق التحكم بالزوايا, لتصبح كلها ستون, فتتساوى فيه الأضلاع ! ويكون ذلك على نحو توافقي أخذا بالمفاهيم التالية:

أ. دور البرلمان, الحل يكمن في المضمون وهو, أن يقترح المجلس شخصية وازنة متخصصة في القانون أو الاقتصاد... من داخل أو خارج المجلس, وليس بالقطع رئيس وزراء سابق ولا بالضرورة وزير سابق, كي لا تبدءا المشاغبة المبكرة عليه في المرحلة الحالية, واحترم خيارات المجلس السابع عشر, وهذا الدور يجب أن يناط برئيس مجلس النواب بالتعاون مع رؤساء الكتل النيابية كخطوة أولى, لترسيخ فاعلية سلطة مجلس النواب, كمجلس في التعامل معهم كلا واحدا, بعد التشاور مع دولة رئيس الديوان الملكي-المفوض الملكي للمشاورات الحالية- ويتم التصويت عليه داخل كل كتلة في المجلس, وكذلك لدى النواب المستقلين, ممثلين بنسبة واحد منهم لمتوسط أعداد الكتل البرلمانية, ليصير بعدها مرشح إجماع, ويعلن أسمه على الملأ ليأخذ قوة إعلامية وشعبية.

ب. دور المعارضة, أن يتم إخبارها باسم المرشح, لرئاسة الحكومة, ليتشاور معها فنيا وربما فكريا بالتشكيل, وقد يطلب منها المشاركة في الحكومة بحقائب يتم الاتفاق عليها, ممثلا لكل أطيافها على أن يكون لحزب جبهة العمل الإسلامي محور في المشاورات ورسم السياسات القادمة لملفات الاقتصاد والتعليم والصحة والسياسة...

ج. مع الاحترام والامتنان لدور كافة أصحاب الدولة, رؤساء الحكومات السابقين, بما فيهم دولة الرئيس الحالي وكل أصحاب المعالي الوزراء السابقين والعاملين, أتركوها تستقر وتمر بسلام, وادفعوا باتجاه واحد, فالتغيير مطلوب, والتجربة خير دليل على سلامة المقصد والطريق البديل, برغم خبراتكم التي قد لا يستغني عنها بلدنا حيث أن أغلبكم قريب, في الغرفة الأولى لمجلس الأمة الأردني, وسيتواصل معكم زملائكم في الحكومة كمستودع للخبرات عندما يلزم الأمر, ولن تبخلوا على بلدكم بمشورة أو واجب أو فداء.

ولكي تتساوى الأضلاع لا بد من التسامي عن المصالح والتضحية ببعض الموروث من الماضي والوجاهة التقليدية والوظيفية والصداقات الحميمة واللدودة في المخبوء والمعلن. وعليه, اعتبروها محاولة لتتساوى فيه أضلاع المثلث, ويستقيم العمود لتتماثل فيه الصورة وتتساوى الزوايا وتفهم المسألة دون لبس, كي يتم تعبيد الطريق أمام حكومات قادمة, التي نريدها أكثر سهولة في ولادة حكومات برلمانية دائمة. وعندما تسلك الطريق تعالوا وارسموا المثلث, كما تفكرون, منفرج الزاوية أو قائمها أو كما تعتقدون وكما يوحي لكم فهمكم في السياسة والاقتصاد وإدارة شؤون الدولة !
وسلام على كل من عمل بصدق وصبر لمصلحة بلدنا العزيز ولمستقبله الذي لا يحتمل المطاولة في المرحلة الراهنة التي لن يخدمها حرق المراحل ولا الجمود والمراوحة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات