الخمار .. والدينار


من باب التنظير ومن شباك الكلام العام وعلى عتبة اللغة وعند بوابة الحقائق ، اطرح مسألة الشح ..الفقر ... العوز ... وبالتالي ( الشحاذة ) بالعامية ، بداية لا يختلف اثنان ان الحياة لا تستقيم وان الحاجات لا تُقضى الا بوجود اكثر من شخص ، فلا يعقل ان يعيش انسان حياته بمعزل عن الاخرين دون ان يطلب مساعدة من احدهم .... هذه سُنة الحياة ، فالغني والفقير والاعمى والبصير والطويل والقصير كلنا بحاجة لبعض حتى تسير الحياة بنا الى نهايتها .
اما موضوع سؤال الناس ، ومرة اخرى بالعامية ( الشحادة ) فلقد كثرت طرقها وتعددت حالاتها ، وتم استنباط واكتشاف طرق جديدة ، فبعد دراسة الحالة العامة للمجتمع يقوم الشحّاذ بتغيير طريقته للوصول لجيب المواطن ، ولعل اللافت هذه الايام انتشار صاحبات ( الخمار ) في كل مكان سواء كن كبيرات في العمر وصغيرات ، وكمجتمع مسلم نوعا ما ومحافظ نوعا ما ، فأن رؤية فتاة او سيدة ترتدي خمارا وتسأل الناس بعض من النقود ، موضوع لا يقبل به المسلم او المحافظ وعن طريق النخوة احيانا اخرى يسارع الكثيرون لإعطاء صاحبة الخمار ما تريد لعلها ترجع الى بيتها وولدها ، ولا يعلم انها قد لا تكون فقيرة ( بالأصل ) او انها ستعود بعد اخذ ( قوت يومها ) الى اطفالها .
فعلى الاشارات الضوئية تجدهن وعلى مداخل الفنادق تجدهن وعلى اسوار المساجد تجدهن وحتى على بوابات المنازل ( يقرعن الجرس ) ناهيك عن اماكن اخرى مثل مجمعات السفريات وعند المولات واصحاب الكراجات يعني في كل مكان تراها وهنا لا بد من الاشارة الى وجود الكثيرات والكثيرين الذين هم حقا بحاجة ولا يجدوا قوت يومهم الا من خلال الشحادة اياها .
لكن ان يُستثمر الدين بهذه الطريقة وان يُستغل الخمار بهذا الشكل فهذا ما لا يقبله احد لا على الدين ولا على خلق الاسلام وان موضوع الاستجداء بالدمع الكاذب اللاتي يمارسنه على الناس واستنخاس النخوة العربية والخوف على اخت الاسلام حيث يلعبن على هذا الوتر موسيقى الناي الحزين . اصبح يؤتي اكله صباح ومساء .
ان بقاء البنات والنساء في الشوارع حتى الى ما بعد الغروب كل حسب منطقة الاختصاص الجغرافية المعطاة لها ، امر يجب الوقوف عنده مليا وان الأجر الذي ينشده المسلم من الله بعد اعطاء ( ذات الخمار ) حصتها من مصروف اولاده يجب ان لا يغيب عن بال المسلم اياه انه وامثاله من الناس اصحاب القلوب البيضاء هم انفسهم من يساعد مثل هذه النوعيات من النساء على الاستمرار بهذا النهج .
ان فكرة الاستمطار للدمع الحزين مع موضوع استنهاض الشهامة العربية والغيرة على اخت الاسلام ( المخمرة ) وتر استطعن ان يعزفن عليه لحن لأغنية ( استرني ... اختك وابنها ما لهم بعد الله غيرك ) ، حتى اذا ما اخذت حاجتها ، تبسمت تحت الخمار ( خاروف ثاني ) وتذهب ( هذا لسان حالها )، وقد ذكر لي احد الاصدقاء انه رأى بعينه موضوع تبديل للعملة من اثنتين من ذوات ( الخمار ) في احد المطاعم الشعبية ذاكرا ان ( الفراطة ) للواحدة اكثر من 18 دينار ناهيك عن الدنانير وغيرها ، ان هذه المبالغ والتي تُحّصل دون وجه حق مثلما يُحصّل الكثير من جيب المواطن سواء من الحكومة او اصحاب المحلات او ..او... او... يجب ان يُقطع دابر المتآمرين على جيوب الناس البسطاء
كما ويجب ان يكون هنالك طريقة لإبقاء بعض ( الفكة ) في جيب المواطن حتى يذهب لعمله او يهرب بعض يوما خارج مطالب الحياة والاسرة التي اصبح لا يستطيع الصمود امامها .....
ارحمونا ان الله لا يرحم........ من لا يرحم الناس

فيصل البقور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات