حُكم الزير بالزرازير


عباره كنا نسمعها صغاراً ولم نكن نعي معناها حتى كبرنا, وها نحن على اعتاب الآخره ولا زلنا نتفيء ظلال اللغة لنعرف معنى القول الحرفي وفيما قيل.. لكنني أجزم ان ليس هنالك من يخالفني الرأي اننا نعيش حُكم الزير ونحن الزرازير ..كيف؟
منذ ولادتنا ونحن نعيش وهم الخوف والفزع من كل شيء حتى من مارق الطريق, فأذا ما اريد تنويمنا ونحن صغار كان يتم تخويفنا بالغوله وبهدير ماء المزراب شتاءً وبقطّاع الطرق والشحادين وهكذا فعشعش الخوف كل خليه في جسدنا, وعندما كبرنا واصبحنا صبيه كانت عصا الاساتذة تلاحقنا في الساحة والفرصه واذا ما نسينا الواجب المدرسي او القلم, فرسّخوا فينا الخوف ولكن بطريقه منهجيه اضافة الى دروس الدين التي لا تذكر الا العذاب بالنار متناسين ان هنالك رب رحيم وجنه عرضها السموات والأرض..وإن الله يغفر الذنوب جميعا..
كبرنا وصرنا شباباً وانتقلنا الى المرحلة الجامعيه وقبل سفري للخارج سمعت دروساً ومواعظ وترهيب من ان اقترب من الاتحادات الطلابيه والاحزاب فجميعها تقود الى السجون والإلهاء والقضاء على المستقبل, لقد كنت أذان صاغيه لكل ما قيل لي..وبعد ان انهينا تعليمنا وعدنا للوطن لرد الدين الذي في اعناقنا له كمواطن صالح ولمجتمعنا وأهلينا, رُفضنا هنا ورُفضنا هناك ونحن نحمل ملفات وشهادات التخرج لا لسبب وجيه ,بل لكونك سلّمت على حزبي او جالست رئيس اتحاد طلبه جهد بلاك,, او لقول قلته في ليلة ظلماء بحضرة فسّاد وهكذا...
ليس ,,تزوجنا وانجبنا للوطن ابناء اكفياء وبنات وانقلب السحر على الساحر فبدل من ان نخوّف ابنائنا اصبحوا هم من يمارس السلطة علينا والتخويف,, فهل يستطيع الأب ان يرفض طلباً لإبن او إبنه؟؟ اذا ما تجرأت وفعلت لضيق ذات اليد مثلاً اقل ما قد يُقال لك لماذا خلفتمونا؟؟ يجب ان تتهيأ وانت في حضرته او حضرتها استجابة لكل مطالبه او مطالبها والا..اليس ذلك بحكم الزير ناهيك عن حكم الزوجات والحموات وجيران اهل الزوجه(مبالغه)..نحن الزرازير (الأباء)كما خبز الشعير مأكول مذموم..
كل ما اسلفت يعيشه كل أب مع بعض الفروقات لكن ما دور الحكومات في تعميق جرح اولياء الأمور, من خلال الضرائب التي اثقلت كاهلهم فلم يعودوا قادرين على تحمل اعباء العيش, فاقساط المدارس الخاصه في ظل غياب للرقابه ازدادت الظهور حملاً..وثورة الاتصالات وشركاتها وأثمان ما استجد من موبايلات ايضاً زادت الحمل,,والمولات اماكن التسكع والشراء ايضاً رفعت الضغط وابتلي الاباء بالسكري,, وبرامج الفضائحيات وجرأتها على الذوق والاخلاق ونقاش ما كان ممنوعاً الخوض فيه جعلنا من الزرازير مطأطئي الرأس نضع اصابعنا في اذاننا اذا ما وجه الينا سؤال من الصغير مهاب مثلاً.. وتطاول الدوله على حقوقنا في التعبير وتكميم الافواه من خلال تشريعات وقوانين أقرها النواب اعادنا الى الاحكام العرفيه وايام الصبا..
كيف لنا ان نتجرأ ونحاول ان نأخذ حقوقنا بايدينا ونحن نعاني امراض العصر وامراض الجسد ونتداوى بحفنه من الحبوب وادوية السعال والضغط والسكري وامراض الخوف من الحاضر ومستقبل ابنائنا وما بعد الدنيا,,ما اسلفت ليس بفلم رعب بل واقعي نعيشه صباح مساء لكن هنالك مَسحة حب يتركها بعض الابناء بقُبله او كلمه رقيقه تقولها الزوجة لزوجٍ مُتعب تخفف من آلام المرض وضيق العيش عند عودته مُثقلاً بالهموم ..وقد يكون قول حق أريد منه باطل عافانا الله واياكم..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات